أحيت شخصيات وطنية وسياسية عامة اليوم الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل فقيد الوطن واحد بناته الاوائل المشير حابس المجالي، وذلك بان امت هذه الشخصيات متحف المشير حابس المجالي بعمان الذي اقيم في منزله الذي عاش فيه حتى رحيله في 22 نيسان ابريل 2001.
واستذكرت هذه الشخصيات كما باقي الاردنيين السيرة العطرة لاحد رجالات الاردن والرمز الوطني الذي حفر في ذاكرة الوطن والاردنيين تاريخا من البطولة المشرفة وطنيا وعسكريا، وكان من مؤسسي الجيش العربي الاردني وشكل احد ابرز قادته.
وبادر رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري ورئيس مجلس النواب احمد الصفدي والنائب خليل عطية منذ الصباح بزيارة متحف المشير حابس المجالي، واستمعوا في جولة بمرافقه وعلى مقتنياته الى شرح من مدير دائرة البرامج والمرافق الثقافية بامانة عمان الكبرى الزميل عبد الهادي راجي المجالي ونجل الفقيد سيف الدين المجالي ورئيس المتحف مهند غازي حول مسيرة فقيد الوطن الكبير وسيرته العطرة، وتوثيق خدمة العسكرية الطويلة في الجيش العربي الاردني.
رئيس الوزراء طاهر المصري استذكر بهذه المناسبة مناقب فقيد الوطن الكبير، وكيف اسهم وغيره من نماذج وطنية من الرعيل الاول وما تبعه في بناء الاردن وحمايته وترسيخ منح العسكرية الاردنية والعربية بعد الشرف والتضحية والدفاع بالارواح عن الوطن.
المصري اشار الى انه يعتبر نفسه رفيقا وصديقا للراحل المجالي، يشهد له بالنزاهة والانفة وحسن التدبير لصالح الوطن، مستشذكرا العديد من المواقف التي سطرها الراحل المجالي سواء عسكريا او سياسيا في حماية الوطن وتحقيق الانتصارات العسكرية في فلسطين الحبيبة العام 1948، عندما استبسل وجنوده في الكتيبة الرابعة في الدفاع عن القدس وباب الواد، وحافظوا رغم النكبة وتمكن الكيان الاسرائيلي من احتلال جزء واسع من فلسطين من حماية القدس ومقدساتها وباقي الضفة الغربية.
من جانبه، عبر رئيس مجلس النواب احمد الصفدي عن فخره بزيارة متحف المشير المجالي واحياء ذكرى قامة وطنية ورمزا كبيرا خدم بكل ما يملك من شجاعة وحكمة الوطن الاردني والقيادة الهاشمية، مشيرا ايضا الى ان بصمات المشير المجالي وجيشنا العربي البطل في حروب فلسطين العزيزة ستبقى مجالا لفخرنا واعتزازنا التي يجب ان تدرس دائما للاجيال الجديدة.
وشدد الصفدي ان الاردن والاردنييين وقيادتهم الهاشمية هم الاوفى لذكرى هؤلاء الابطال والقامات الوطنية التي عكست المعدن الاردني العظيم، ليس فقط في الدفاع عن الاردن بل وعن كل بلاد العرب وعلى راسها فلسطين الشقيقة، التي كانت وما تزال الشغل الشاغل لقيادتنا الهاشمية بقيادة عميد ال هاشم جلالة الملك عبد الله الثاني، والتي يقدم لها الكثير ويدافع عنها في كل المحافل ويحمي قدسها الشريف ومقدساتها ويشكل السند الاول والرئيسي للشعب الفلسطيني.
اما، النائب خليل عطية فشدد ان ذكرى رحيل المشير حابس المجالي فرصة لتعزيز الانتماء والافتخار بهذا الوطن السغير بحجمه والكبير بشعبه وقيادته ودوره. مؤكدا ان المشير المجالي نموذج مضيء ومؤسس لقادة جيشنا العربي الاردني والعسكرية الاردنية، التي شكلت دوما محط الاهتمام الاول للقيادة الهاشمية منذ تاسيس المملكة وحتى اليوم بظل جلالة الملك عبد الله الثاني.
وكرّس الفقيد المشير حابس المجالي المولود في معان عام 1910، حياته جنديا مخلصا شجاعا مدافعا عن ثرى الأردن وفلسطين، حيث نشأ في كنف أسرة أردنية عشقت ثرى الوطن، وقد تلقى دراسته الابتدائية في مدينة الكرك وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة السلط الثانوية.
ويعد المغفور له المجالي أحد رجالات الرعيل الأول، حيث التحق بالخدمة العسكرية عام 1932 وتدرج فيها إلى أن أصبح قائدا عاما للجيش عام 1958، ووزيرا للدفاع عام 1969، وحاكما عسكريا عاما وقائدا عاما للجيش عام 1970 .
وارتبطت العسكرية الاردنية ضمن من ارتبطت بالمشير حابس المجالي، الذي قاد في حرب فلسطين عام 1948 اول كتيبة يشكلها عربي اردني وتقدمت طلائع القوات العربية والحقت الهزيمة المرة بقوات العدو الصهيوني في باب الواد والقدس الشريف، حيث تمكن الجيش الاردني من الحفاظ بتضحياته الحفاظ على القدس الشرقية ومقدساتها من الاحتلال.
وكان المرحوم المجالي عُين كبيرا لأمناء المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ووزيرا للبلاط وعضوا في مجلس الأعيان، وحصل على العديد من الأوسمة والشارات من أبرزها: النهضة المرصع، والنهضة من الدرجة الأولى، والخدمة العامة بفلسطين، والكوكب من الدرجة الأولى، كما منح العديد من الأوسمة والشارات من عدة دول شقيقة وصديقة.
يشار الى انه وتخليدا لذكرى فقيد الوطن الكبير وبارادة ملكية سامية صدرت عام 2014 تم تحويل منزل المشير المجالي الى متحف وطني تابع لامانة عمان الكبرى، دائرة المرافق والبرامج الثقافية، وتحت اشراف الديوان الملكي.